سياسي ألماني يدعو لمبادرة ألمانية-فرنسية للتفاوض المباشر مع روسيا بشأن أوكرانيا
25.12.2025, 13:30
برلين 25 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ)- دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاج)، أرمين لاشت، إلى إطلاق مبادرة ألمانية-فرنسية للتنسيق المباشر مع روسيا بشأن الخطط الأوروبية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في برلين: "على أوروبا أن تنتهج سياسة خارجية وأمنية قوية ومستقلة... يشمل ذلك أن تكون أوروبا مستقلة وذات سيادة وألا تنقل أفكارها عبر وسطاء أمريكيين".
وأكد لاشت ضرورة "تمثيل خطة السلام الأوروبية، التي تم التنسيق بشأنها مع أوكرانيا، أمام روسيا من موقع قوة وبشكل مشترك"، مشيرا إلى أن أوروبا أعدت خطة سلام وأوكلت نقلها إلى روسيا عبر رجال أعمال أمريكيين مثل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر.
وانتقد لاشت ذلك، قائلا: "أن نحتاج إلى السيد ويتكوف والسيد كوشنر لإيصال شيء إلى موسكو لا يعد تعبيرا عن الثقة الأوروبية ولا عن السيادة الأوروبية".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح مؤخرا بأن الحديث مجددا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون مفيدا لأوروبا وأوكرانيا للمشاركة مباشرة في مناقشة حول وقف إطلاق النار. وأبدى بوتين استعداده للحديث مع ماكرون، بينما تدرس باريس الآن كيفية إجراء هذا الحوار.
وطالب لاشت بأن تكون أي مبادرة للتواصل مع موسكو مشتركة بين ألمانيا وفرنسا، وقال: "من دون ألمانيا وفرنسا لا يمكن تشكيل أوروبا"، مضيفا أن أي محادثة بين ماكرون وبوتين يجب أن تكون "في إطار أوروبي"، مشيرا إلى أن ماكرون كان دائما مؤيدا للحلول الأوروبية، وقال: "لذلك يمكنني أن أتخيل أنه يريد إشراك ألمانيا وبقية الأوروبيين، وهذا سيكون أمرا مرغوبا فيه".
ويعد لاشت من المدافعين المتحمسين عن التعاون الألماني-الفرنسي، وقد تم منحه عام 2023 لقب قائد في وسام جوقة الشرف الفرنسي تقديرا لجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وكان لاشت قد أبدى مؤخرا انفتاحا تجاه فكرة إنشاء منصب مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لشؤون روسيا، لكنه لم يحدد المستوى الدبلوماسي الذي يجب أن يشغله هذا المبعوث، وقال لـ(د ب أ): "الوضع الحالي، حيث لا أحد يتحدث، وتصدر فقط بيانات من بروكسل، أو تنقل أفكارنا إلى روسيا عبر الأمريكيين، غير مقبول".
وشدد لاشت على أن أوروبا تفتقر "بشكل أساسي إلى الاستعداد لأن تكون فاعلا بنفسها، وأن تكون ذات سيادة، وأن تجري محادثات دولية بنفسها"، وأضاف: "يجب تغيير ذلك أولا، وبعدها يمكن تحديد من يقوم بهذه المهمة".
وبدد لاشت مخاوف من أن تستغل موسكو أي تبادل مباشر مع أوروبا لأغراض دعائية، وقال: "الحصول على رفض 50 مرة غالبا ما يكون جزءا من المفاوضات، هذه هي الدبلوماسية"، مشيرا إلى أن الأمريكيين لم يحققوا حتى الآن نجاحا في جهودهم للتوصل إلى حل سلمي، وقال: "لكن إذا لم نحاول على الإطلاق، فلن نتمكن من الفوز".