غياب المؤشرات على انتشار واسع للالتهاب الكبدي "أ" في ألمانيا رغم تفشيه في التشيك
12.12.2025, 11:30
براغ/برلين 12 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ) - بعد تسجيل موجة من حالات التهاب الكبدي أ في التشيك، لم تُظهر بيانات معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض حتى الآن أي دلائل على إصابة أشخاص من ألمانيا خلال زيارتهم أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) هناك.
وأوضحت متحدثة باسم المعهد لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن معهد سجل 15 حالة مرتبطة بتفشي المرض في دول وسط وشرق أوروبا حتى الآن، "وهو جزء ضئيل من جميع حالات التهاب الكبدي أ المسجلة في ألمانيا".
وأشارت المتحدثة إلى أن فترة الحضانة بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض طويلة نسبيا وتبلغ في المتوسط 28 يوما، ما يجعل تحديد البلد مصدر الإصابة أمرا صعبا.
ووفقا للبيانات، تم تسجيل 1085 حالة التهاب كبدي أ في ألمانيا حتى 10 ديسمبر/كانون الأول هذا العام، مقابل 1001 حالة في 2024. وقالت المتحدثة: "لا توجد حتى الآن مؤشرات على انتشار إقليمي أو واسع النطاق للمرض في ألمانيا بما يتجاوز النمط الموسمي المعتاد".
وفي المقابل، سجلت التشيك زيادة كبيرة في الإصابات، إذ أبلغت هيئة الصحة الحكومية عن 2880 حالة بين يناير/كانون الثاني ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بارتفاع قدره حوالي 5ر4 مرات مقارنة بالعام الماضي (636 حالة)، إضافة إلى 31 حالة وفاة مرتبطة بالمرض.
وتفرض التشيك على المصابين ليس فقط الإبلاغ عن الحالة، بل أيضا تلقي العلاج في المستشفى حتى في الحالات الخفيفة. وتتركز الإصابات في براغ ومناطق وسط بوهيميا ومورافيا-سيليزيا، وبين المصابين عدد كبير من المشردين ومدمني المخدرات ونزلاء السجون.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التشيكية أوندري ياكوب: "لا نتحدث عن وباء شامل في البلاد، بل عن ظهور متكرر لبؤر عدوى محلية هذا العام"، موصيا بالالتزام بإجراءات النظافة مثل غسل اليدين بانتظام بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام، واستخدام معقم اليدين بعد ركوب وسائل النقل العامة.
وأوصت وزارة الخارجية الألمانية في إرشادات السفر بالحصول على لقاح التهاب الكبدي أ قبل زيارة التشيك، وكذلك دول مثل بولندا وسلوفاكيا والولايات المتحدة.
وتشهد التشيك حاليا حملة تطعيم واسعة ضد المرض، ما أدى إلى نقص في إمدادات اللقاحات بسبب الإقبال الكبير، إذ تلقى أكثر من 200 ألف شخص اللقاح هذا العام. وحدثت آخر موجة كبيرة من الإصابات في ثمانينيات القرن الماضي مع ما يصل إلى 3500 حالة سنويا، ما يعني أن كثيرين يفتقرون للمناعة. وسجلت سلوفاكيا المجاورة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2747 حالة رغم أن عدد سكانها نصف سكان التشيك.
وينتقل الفيروس عبر العدوى البرازية-الفموية عن طريق التلامس، ويسبب التهابا في الكبد، وقد تظهر أعراض مثل اصفرار الجلد وبياض العينين (اليرقان)، لكن ليس في كل الحالات، إضافة إلى بول داكن وبراز فاتح وآلام في الجزء العلوي من البطن وغثيان وحمى.