الحكومة الألمانية تسعى لمنع الاحتيال عبر اعترافات وهمية بالأبوة
10.12.2025, 13:00
برلين 10 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ) - تسعى الحكومة الألمانية إلى وضع حد لممارسات احتيالية تُجرى عبر اعترافات وهمية بالأبوة لأطفال أمهات أجنبيات، والتي تحولت إلى "نموذج تجاري" غير مشروع.
ويناقش مجلس الوزراء الألماني اليوم الأربعاء مشروع قانون بهذا الشأن صاغته وزارة العدل بالتعاون مع وزارة الداخلية.
وينص مشروع القانون، الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، على أن موافقة مكتب شؤون الأجانب ستكون شرطا للاعتراف بالأبوة حال كان الرجل المعترف بالأبوة ألمانيا أو يتمتع بحق إقامة طويل الأمد، بينما لا تحمل الأم الجنسية الألمانية أو حق إقامة طويل الأمد. وجاء في النص أن "موافقة مكتب شؤون الأجانب يجب أن يطلبها الطرفان المعنيان"، لضمان مشاركتهما في الإجراءات. وإذا تبين لاحقا أنهما قدما بيانات كاذبة عن عمد، يمكن للسلطات سحب الموافقة الممنوحة.
وتعد الاعترافات الوهمية بالأبوة وسيلة احتيالية يلجأ فيها رجال – غالبا مقابل المال – للاعتراف بأبوة أطفال لأمهات أجنبيات دون وجود علاقة بيولوجية أو شراكة حياتية بالأم، وذلك بهدف منح الأمهات وأطفالهن حق الإقامة في ألمانيا وربما الوصول إلى مساعدات اجتماعية.
وتبرز مشكلة إضافية في أن هؤلاء الرجال غالبا ما يكونون مُعدمين ويتلقون هم أنفسهم مساعدات اجتماعية، ما يجعل الدولة تتحمل التزامات النفقة على الأطفال.
وتواجه ألمانيا هذه المشكلة منذ سنوات، وقد حاول المشرعون مرتين منذ 2008 سد هذه الثغرة القانونية. وألغت المحكمة الدستورية الإصلاح الأول بسبب قسوته على الأطفال الذين قد يصبحون بلا جنسية، فيما أثبت الإصلاح الثاني، الذي ألزم جهات التوثيق ومكاتب رعاية الشباب بإبلاغ السلطات عن حالات الاشتباه، عدم فعاليته، لأن حالات الاحتيال تُكتشف غالبا متأخرة بحيث لا يمكن تصحيحها.
ويطالب وزراء العدل في الولايات الألمانية منذ فترة طويلة بتشديد القواعد ضد الاعترافات الوهمية بالأبوة. وكانت الحكومة الألمانية السابقة قدمت في صيف 2024 مشروع قانون بهذا الخصوص، لكن انهيار الائتلاف الحاكم بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر حال دون إقراره في البرلمان.
ولتجنب وضع الأزواج مزدوجي الجنسية تحت شبهات عامة، يحدد المشروع الحالي حالات تُستثنى من الفحص، مثل وجود سكن مشترك لفترة طويلة، أو زواج الطرفين بعد ولادة الطفل، أو إذا كان الرجل الأب البيولوجي لطفل آخر من الأم نفسها.