إمام وحاخام يزوران كل مدرسة في برلين لمدة 90 دقيقة للترويج للتفاهم بين اتباع الرسالات السماوية

24.04.2024, 10:30

برلين 24 نيسان/أبريل (د ب أ) – في محاولة للترويج للتفاهم بين اتباع الرسالات السماوية، يزور الإمام والحاخام إندر شيتين وإيجور إيتكن مدارس برلين معا، ويقضيان في كل منها 90 دقيقة.

ومن الطبيعي للغاية أن تكون جنسيات الذين يتحدث إليهم الحاخام والإمام مختلفة مثلما هو الحال في زيارة لطلاب الصف التاسع الدراسي، بمدرسة أوتو هان الثانوية في ضاحية نيوكولن بالعاصمة الألمانية برلين.

وتنحدر أسر أولئك الطلاب من الجزائر ومصر والهند وسورية وألبانيا وتركيا، ويوجد من بينهم طالب كردي من العراق.

ونادرا نسبيا ما يوجد تلاميذ من عائلات يهودية، كما يقول مدير المدرسة أندريه كوجلين. ونسبة الطلاب المسلمين أعلى بكثير.

ودائما ما يخطئ الطلاب في تحديد من الحاخام ومن الإمام. ومن هنا تأتي أول فرصة تعليمية لهم، حيث لا يمكن للوهلة الأولى التمييز بين ما إذا كان المرء يهوديا أو مسلما.

وفي إحدى الزيارات يطرح شيتين سؤالا مفاده: لماذا تكون القدس مهمة لهذه الدرجة لكل من الديانتين وأيضا للمسيحية، ثم يمرر بين الطلاب صورا لحائط المبكى والمسجد الأقصى.

ويقول "القدس مكان مبارك بالنسبة للجميع".

ويسأل الإمام "ولكن هل اتباع هذه الديانات يؤمنون أيضا بنفس الإله؟". ويتضح أن الطلاب غير متأكدين من الإجابة.

ويسأل الإمام شيتين زميله الحاخام "هل تؤمن بالله؟"، ولا يتردد إيتجن طويلا قبل أن يرد بالإيجاب، ويقول إن الله هو ببساطة الكلمة العربية للإله، كما يتضح أن "اليهود والمسيحيين والمسلمين يؤمنون بنفس الإله، ومع ذلك نظل نجادل بعضنا بعضا".

ويشكل شيتين وإيتجن فريقا تدرب جيدا، وبتعبير أكثر دقة معا جنبا إلى جنب، كما يقولون في منظمة "ميت آند رسبكت" التي تعني "تقابل واحترم" حيث يعملان، ويؤمن أعضاء المنظمة بأن التعليم والمقابلات، يمكن أن يؤديا إلى إزالة الجدران من عقول الناس، والمساعدة في التغلب على الكراهية والعداء.

غير أن تطبيق هذا المفهوم أصبح أكثر صعوبة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ثم تطرق جلسة الأسئلة والأجوبة إلى الصراع في الشرق الأوسط، وتدور أسئلة مثل ماذا يعرف الطلاب عن تاريخ هذا الصراع وخلفياته؟ وهل يعلمون شيئا عن تاريخ تأسيس دولة إسرائيل؟ ولماذا اندلعت حرب الأيام الستة في عام 1967 بين إسرائيل ودول عربية مجاورة؟

ولكن هل تساعد هذه الجلسات النقاشية التثقيفية في أن يطور المسلمون فهما أكبر لليهود؟ وهل أدت إلى تراجع الصيحات المفعمة بالكراهية التي تتمنى الموت لإسرائيل في المظاهرات التي جابت شوارع برلين؟

يعرب مدير المدرسة أندريه كوجلين عن تفاؤله المشوب بالحذر، ويقول: "بالتأكيد، أثرت هذه الجلسات في كثير من الناس، وسنرى على مدى الأعوام القادمة ما إذا كانت قد أدت إلى حدوث تغيير".